Sunday, February 24, 2008
حنين
انا من عشاق البحر .. مجرد جلوسى مسترخيا على شاطئه يمثل لى لذه .. اتنفس هواءه ، اداعب بأقدامى رماله ، ارى التقاؤه مع السماء على امتداد بصرى فى مشهد خلاب طالما سحرنى وأثار تأملاتى .
الا اننى وفى تلك اللحظات تحديدا كنت شاعرا بالملل نوعا ما .. ربما بسبب شمس الظهيره الحارقة ، او لأننى لا اجد من احادثه فقد كنت وحيدا على الشاطىء او ما شابه ذلك .. حتى اتت هى .. فتاه –لو لم تكن ملاك – ينخسف لها القمر ، تنطفىء لها النجوم ، تحتكر الفتنه عندها لتسترق بها من تشاء .
كانت الفتاه مع ابوها وامها واخوها حسب تخمينى ، وجلسوا على الشمسيه المجاوره لمكانى ، حينها شعرت ان الشمس تدغدغ جلدى بعد ان كانت تحرقه ، والحراره خارجه منى وليست داخله اليا .. وتحول خمولى الى نشاط .. عقلانى .. فقد كان خجلى دائما كالحائط امام علاقتى بالنساء .. كنت دائما ما اتلعثم وارتجف ويمنعنى الخجل اللعين الكامن داخلى من اىخطوه ايجابيه ناحيه اى فتاه .
لهذا فقد ادعيت قراءه الجريده واكتفيت ان اختلس النظر اليها بين حين واخر .. ومن نظراتى احسست فى عينيها ميولا ناحيتى ، فرقصت مشاعر الرجل داخلى ، وانتظرت اللحظه الحاسمه لأقتطفها ، او بمعنى ادق ، تنضج هى وتسقط وحدها .
حتى همت هى بسؤال والدتها بصوت مرتفع نسبيا عن امكانيه وجود من يبيع الجرائد فى ذلك المكان .. ولم تكن اجابة امها ذات فائده فقد كانت هى الأخرى لا تعلم .. هنا استجمعت قوتى واخذت نفسا عميقا ، وبلباقه لا اعلم من اين اتيت بها ، عرضت عليها مساعدتها وايصالها .. جاوبتنى بأبتسامة مع كلمات شكر لأنى سأتكلف مشقة من اجلها – ليتها اتعلم انى يمكننى ان احملها وادور بها العالم وانا سعيد – وبادرت امها بشكرى وحثى على مرافقتها .. هنا ضمنت انى سأحادثها ، لكنى لم اضمن خجلى ان يمنعنى .
مشيت الى جوارها والارتباك واضح على معالمى ، انظر لها تارة وابتسم اخرى دون ان ادرى ماذا افعل .. حتى انقذتنى هى بسؤالى عن اسمى ومن اى بلد انا .. فأجبتها ورددت اليها سؤاليها ، فعلمت ان اسمها حنين ، وهى ايضا من سكان العاصمة مثلى .
الى هنا كنا قد وصلنا الى مقصدنا ، واشترت هى جريدتها – لم يفتنى انها الأهرام – ومشينا فى طريق العودة دون ان يتصل بيننا حديث .. فقد عدت انا الى ارتباكى ونظراتى ، واكتفت هى بنظرات مماثلة .
مر الوقت سريعا ومالت الشمس الى الغروب ، وانا ما بين تردد وارتباك ، اقدام واحجام ، حتى استعدت اسرتها للرحيل .. هنا انقبض قلبى واحسست فى عينيها اضطراب وقلق ، لابد ان افعل شيئا ، الا ان خجلى قبحه الله كان لى بالمرصاد ، ومنعنى من ان اطلب منها لقاء او موعد .
مضت هى مع اسرتها بعد ان رمقتنى بنظرة لن انساها ما حييت ، ارجوك تكلم ، لا تتركنى هكذا ، هذا ما كانت تنطقه عينيها فى تلك النظرة المتوسلة ، الا انى لم اتحرك ولم ابادر ، حتى انطلقت مع اسرتها وتباعدت بيننا المسافات .
ايتها الفتاة التى تقرأ الأهرام وتسكن القاهرة .. ايتها الفتاة التى ظلمتها .. حنين .. لن اسامح نفسى .. سأظل ابحث عنكى طالما فى العمر بقية .. سأجول القاهرة من قصورها الى قبورها كل يوم .. لن اسأس ولن امل .. فاما اجدك وتشرق الدنيا لى ، واما اقسم بمن فطرنى انى لن اعرف بعدك امرأة .. ولن اعشق ما حييت .. وسيبقى داخلى .. حنين .
posted by استراحة محمد at 10:27 AM
2 Comments:
قصة لزيزه جدا .. و حاسس انها قريبه مني جدا .. فيها ريحة الحب بتاع زمان .. الحب الجميل البسيط اللي مفيهوش تعقيد و لا لف و دوران و قرف من ده !
أسلوبك في القصه جميل جدا بالذات في الجزء الأخير
من أحسن الحاجات اللي بتكتبها القصص القصيرة و الرباعيات
كل اللى اقدر اقوله انك بتحس اللى عندى .. بس
Post a Comment
<< Home