Thursday, February 28, 2008

حكاوى تاريخية


التاريخ مليان أحداث ومواقف وحكاوى مالهاش اخر ، من أول ما ربنا خلق ادم لحد النهاردة ، وكل واحد ممكن تعلق معاه مواقف معينه من التاريخ صعب انه ينساها لأنها أثرت فيه بشكل معين أو على الأقل لفتت انتباهه .. أنا مثلا عندي كام مشهد تاريخي لزقين في دماغي ولفتوا انتباهي بشدة ،بداية خد عندك يا سيدى مشهد قتل قابيل لأخوه هابيل عشان خناقه على مين يتجوز واحدة ( اختهم أصلا ) كانت عجباهم هما الاتنين ، والغريبة يا سيدي إن الجريمة دى على الرغم من إنها من ألاف السنين إلا إنها بتكرر بنفس تفاصيلها لحد النهاردة ، والله العظيم حاجه تضحك لما افتح الجرنان في سنة الفين وتمانية والاقى جريمة حصل أختها من أيام ادم ، مش ناقص غير إن القتيل يبقى اسمه هابيل .
عندك كمان مشهد عمر بن الخطاب وهو واقف يوم الهجرة ولامم حواليه الكفار وبعرفهم انه حيهاجر دلوقتى والراجل يطلع وراه .. منتهى الشجاعة والبسالة اللي في الدنيا ، اكتر استحقار لعدوك انك تعرفه أنت حتعمل إيه ، وما يقدرش برضه يعملك حاجه ، مفيش بعد كده ثقة في النفس يا فاروق ، والله ليه حق الشيطان يجرى منك لما يشوفك ، وليهم حق الكفار ماحدش منهم يفكر يطلع وراك خطوة ، ما حدش مستغنى عن عمره ، وثقه زى دى أكيد لازم تولد الجبن .
وفى كمان مشهد نكسة 67 لما القيادة عرفت خلاص إن العملية باظت وخربت ، طلبوا من الجنود الانسحاب ، ولما سألوا ايه خطه الانسحاب ، كان الرد " انسحبوا وخلاص " ، عشان تكون دى أعظم خطة انسحاب فى التاريخ ، ويتحول جنودنا إلى أهداف بيتعلم عليها الجنود الاسرائليين التنشين ، وينتهي الموضوع – زى ما حكي ليا أبويا وأمي – إن ماكنش في شارع في مصر إلا وفيه اتنين شهدا على الأقل .
كمان في مشهد سيدنا موسى لما طلع الجبل عشان يجيب التعاليم من ربنا سبحانه وتعالى وساب وراه قومه بيعبدوا الله ومقتنعين بدينه وميه ميه ، ولما ينزل يلاقى الناس صنعوا عجل وقعدوا يعبدوه وولا كأن موسى قال حاجه ولا عمل حاجة والأمور ماشية والزهايمر شغال عجب ، بجد حاجة تشل ، ربنا يديك على قد صبرك يا سيدنا موسى على العالم دول ، أنا أمنت فعلا من الموقف ده إن الأنبياء ربنا نعم عليهم بصبر غريب ،اى واحد عادى مكان سيدنا موسى كان طب ساكت في ساعتها وعداد عمره ولع من الغيظ .
وكمان مشهد شجره الدر الملكة العظيمة وهى بتموت بالقبقاب ، حد كان يتخيل الموتة الصراصيرى دى لملكة فاتنة حكمت مصر فترة والرجالة أيامها كانوا يتمنوا ليها الرضا ترضا ، لكن تقول إيه بقى في أفعال الزمن ، وتقول إيه في حظها النحس اللي وقعها في ايد واحدة ست ، عشان تنتقم منها انتقام لو أتلم رجالة الدنيا عشان يخترعوا انتقام زيه ولا كانوا يعرفوا ، وتاخد أم على - اللي موتت شجرة الدر- براءة اختراع اسمه الإعدام ضربا بالقبقاب ، وهو ده كيد النسوان زى ما الكتاب بيقول .
أخر مشهد لعلى بن أبى طالب لما معاوية عصى أمره وخرج لحربه ، وطبعا كان لازم يواجهه على لكن قومه رفضوا يخرجوا معاه للحرب وسابوه بطوله مش لاقى حد يساعده على مواجهة الباطل ، وفضل على رضي الله عنه يخطب فيهم عشان يتحركوا بأبلغ كلام سمعته في حياتي منه مثلا :
( يا عباد الله ، مالكم إذا أمرتم أن تنفروا في سبيل الله اثاقلتم الى الأرض ، أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة بدلا ، وبالذل والهوان من العزة والكرامة خلقا ، افكلما دعوتكم إلى الجهاد دارت أعينكم في رءوسكم كأنكم من الموت في سكرة ، وكأن قلوبكم قاسية )
ومن خطبه فيهم أيضا :
( أيها الناس أصبحت لا اطمع في نصركم ، ولا اصدق قولكم ، فرق الله بينى وبينكم ، وابدلنى بكم من هو خير لي منكم )
شوفت إحساس بالانكسار اكتر من كده ، إمام وقائد عظيم نفسه يواجه الباطل بس للأسف مش حيقدر لوحده وفى نفس الوقت مش لاقى حد يساعده ، كتب التاريخ حاولت كتير توصف مشاعر سيدنا على أيامها ، بس مهما حاولوا مش حيقدروا يوصلوا الإحساس ، صعب الكلام يعبر عن مشاعر إنسان حس فجأة بالانكسار والخضوع .
دى كانت المواقف اللي نالت اهتمامي ، وممكن حد غيري يشوف غيرهم ، العملية عبارة عن إحساس ودول كانوا بعض المشاهد اللي أنا حستها .




posted by استراحة محمد at 6:20 AM

4 Comments:

لزيز أوي الموضوع من أحلى الحاجات اللي كتبتها لحد دلوقتي .. فعلا في مشاهد كده الواحد سمع عنها او عرفها أو حتى ممكن يكون شافها بتعلم معاه جدا و بتعلمه حاجات كتير كمان .. أنا مثلا من أكتر المشاهد اللي ديما بتخيلها عمنا اينشتين و هو قاعد على مكتبه في مصلحة البريد و من غير سحر و لا شعوزة كده بالصلاة على النبي و هو بيبص لمصدر النور اللي كان موجود في المكتب يقوم ابن العفريته يألف نظرية النسبيه !! ( على فكره هو ده اللي حصل فعلا) .. و ده يخليك أو بمعنى صح يرغمك انك متتحججش خالص .. لو انت مبدع هتبدع في أحلك و أصعب الظروف .. بس انت شغل الدماغ و هي هتجيب معاك ! كمان مشهد الملك حسين قبل حرب أكتوبر لما ساعد في توصيل معلومات مهمه جدا عن استعداد المصريين للحرب .. حاجه تجيب شلل مغولي ؟؟ لما انت ملك و معاك كل حاجه في الدنيا و ملكش أي مصلحه ؟؟ هو ده مزاجك الشخصي انك تكون واطي يعني و لا ايه ؟؟ و بمناسبة الكلام عن سيدنا علي برضه ليه مشهد غريب جدا مش قادر أفهمه بجد .. سيدنا علي ابن ابي طالب كان عنده سبع سنين أو يمكن أكتر .. يا سيدي قول عشر سنين .. و كان بيمشي في أسواق المدينه يدور على رجال ينفع يكلمهم عن الرساله و يحاول يقنعهم بيها و يروح يقول للرسول فلان الفلاني هيفيدنا جدا و فلان الفلاني ده ممكن يعتمد عليه و كذا و كذا .. ايه ده ؟؟ لو جبت واحد دلوقتي عنده عشر سنين بغض النظر عن مظاهر العته المغولي اللي هتلاقيها عنده ..هتلاقي اهتمامه الاول و الاخير في الحياه ازاي يكسب صاحبه في البلاي ستيشن .. و لو كنت في حته عشوائيه شويه ممكن تلاقي تفكيره اتحور حبتين و بقى كل اهتمامه هيضرب أي صنف النهارده .. و لو كنت في مدرسة , هيبقى كل همه ازاي يهز وسطه صح في تمارين الصباح عشان ميتلسعش من الاستاذ ... كمان من المشاهد اللي مش هينفع تفارق دماغي .. مشهد الشعب المصري و هو بيحفر قناة السويس بالسخرة !! أد كده الشعب ده طلع عينه و طفح غلب .. وبعد ما القناة اتحفرت راحت للمستعمرين .. قمة الظلم في التاريخ !! .. كمان من المشاهد التاريخيه العظيمه اللي عمري ما هقدر انساها ابدا ( و المشهد ده انت بس اللي هتفهمه يا محمد ) عمك الحج اللي كان قاعد مع نفسه كده و خرج على اهل قريته و قالهم يا جماعه القريه دي هيكون اسمها .. دنديدط !!!!!!!!!
Nice Work

February 28, 2008 at 10:12 AM  

التاريخ مليان يا بروفيسور وكل واحد حتلاقى عنده مشاهد فرقت معاه ، ولو حتى فى تاريخه هو الشخصى ، بالنسبة للراجل بتاع دنديدط فده واحد دماغه عليا على الاخر .. راجل للتاريخ يعنى

February 28, 2008 at 10:32 AM  

حلو اوى الموضوع ده
انا بالنسبالى اكتر مشهد باستغرب كل لما افكر فيه مشهد سفينه سيدنا نوح الى كان عليها كل الكائنات الى على الارض وماشيه,السفينه دى مش مجرد سفينه دى تعتبر بدايه للتاريخ الانسانى من جديد
ومشاهد كتير التاريخ فعلا مليان

February 29, 2008 at 2:37 PM  

موضوع جامد جدا..واحلى مشهد عجبنى هو مشهد شجرة الدر لما ماتت بلقبقاب ..فعلا الموته دى لو اجتمع رجال الارض مش هيعرفو يفكرو فيها ..ان كيدا عظيم..ومشهد السلطان المظفر قطز الى نام وهو مملوك وصحى وهو سلطان ..اليعنى كان ضامن انه هينتصر على التاتار..بتيجى مع الهبل دبل..بس..شكرا استاذى العزيز

March 4, 2008 at 12:23 AM  

Post a Comment

<< Home