Sunday, March 23, 2008

ضمور الصواب


المجتمع دلوقتى بيتبنى قاعدة جميلة جدا اسمها عموم الخطأ وشذوذ الصواب ، يعنى الصح دلوقتى بيتنظر له على انه غريب ومش طبيعى ، لكن الغلط هو اللي صح لأنه هو اللي سايد ، عشان نلاقى نفسنا كلنا فجأة بقينا زى بطل قصة نهر الجنون ، القصة بتقول باختصار انه كان فيه ملك على مدينة والنهر اللي الناس بتشربه منه في المدينة أصابت المياه بتاعته الناس بالجنون إلا الملك كان الوحيد اللي ما شربش ولسه عاقل ، وبعد فترة اكتشف انه مش حيقدر يعيش كعاقل وسط كل المجانين دول ، وشرب من مياه النهر بكامل إرادته وهو عارف اللي حيحصله ، بس ماكنش قدامه غير كده عشان يقدر يتعامل مع الناس ، ويقدر يحكمهم بقانونهم
إحنا دلوقتى بقينا كلنا كده ، يعنى مثلا لو اتكلمت في موضوع كلام له معنى و موزون يقولوا انت حتتفلسف ، وإيه الكلام الكبير ده يا عم ، وحاجات من كده ، لكن لو هذيت في الكلام وخدت كل حاجة بهزار تبقى تمام وروعة وليك مستقبل ، ده حتى ليا واحد صحبي حكالى انه كان واقف قدام الفرن فى طابور طويل عريض ولما صعبت عليه نفسه من الاهانة اللي فيها ، شخطت في الناس وقال إحنا ما ينفعش نسكت على كده لازم نتصرف وناخد حقنا ، المفاجأة إن كل الناس بصتله باستغراب وكأنه كائن فضائي نزل عليهم ، طبعا صحبى كان بيتكلم صح لكن وطبقا للقاعدة اللي قولتها في أول كلامى يبقى كلام صحبى مش صح ، وتبقى وقفة الناس في الطابور وطلعان عنيهم هو اللي صح
من ناحية تانية الموضوع ده ادى لحاجة غريبة جدا ، انك بتضطر تكون غلط في وسط الغلط عشان يحصل الصح ، كلام متلعبك أنا عارف بس حوضحه بمثال ، مثلا وانت في اى مصلحة حكوميه عشان تخلص مصلحتك بتدى الموظف قرشين عشان تخلص ، هنا بقى المصلحة بتخلص بسرعة وكله بيبقى تمام من غير اى تعسف ، وده هو الصح والمفروض انه يتم من غير اى رشوة ، لكن انت بتدى الرشوة اللي هي غلط عشان توصل للصح اللى المفروض يتعمل
هنا بقى ودى المأساة بيكون الإنسان العاقل قدامه خيارين ، الأول انه يمسك بالمبادئ ويرفض انه يرشى الموظف ويقف في طابور عريض وفى الآخر – للأسف – مش حيوصل لحاجة ، او انه يشرب من نهر الجنون ويعمل زى الناس ، وطبعا الناس ما بتعملش غير فضلات
الموضوع أصبح متعقد جدا ولو ما خدناش بالنا كلنا اننا حنروح في داهية ، وتعاونا لأنه حل الموضوع ده محتاج التعاون بين الناس كشرط اساسى ، حيتحول الأمر إن الصح حينقرض بعد ما تضمر وظيفته ويسود الغلط لأنه هو اللى له لازمة ، ولك ان تصف الدنيا وقتها كما تفضل ، أصل أنا بصراحة مالقتش وصف يكفى
posted by استراحة محمد at 11:04 AM

2 Comments:

مش لاقى كلام ارد بيه والله,ربنا يكتر من امثالك,ويكرمنا والناس اجمعين بشويه من افكارك عشان يتصلح حالنا وحال الدنيا دى باه

March 23, 2008 at 11:36 AM  

مفيش فايدة
كم انت عظيم يا سعد زغلول

March 25, 2008 at 4:36 PM  

Post a Comment

<< Home