Wednesday, July 9, 2008

( تسبيحات شيطان )


انا رجل فى السبعين من عمرى ..
عهدت نفسى طوال حياتى صابرا .. كان الصبر – وما زال – اهم ملمح وابرز علامة لشخصيتى .. واحقاقا للحق ، فلم تنمو داخلى تلك الميزة من مثابرة منى او حسن تدبير الا انها كانت هبة من الله ومنحة فاضلة لا تستحق منى الا ان اكون عبدا شكورا حامدا الله على رزقه وعظيم نعمته
ولم تنشأ داخلى تلك الخصلة فجأة ، او فى مرحلة عمرية معينة ، الا انها وجدت معى منذ طفولتى ومع سنينى الأولى على تلك الدنيا
فكيف انسى وانا مازلت طفلا فى السادسة من عمرى ، اختلف مع اختى الصغيرة – رحمها الله – فأحرق عرائسها انتقاما لنفسى .. لتبكى هى لأبى ، ويأتى هو ليوجعنى بقبيح الألفاظ ناعتا تصرفاتى بالحماقة .. ورغم ما كان يخلف ذك داخلى من ألم ، الا انى .. صبرت
وكيف انسى ذلك العصفور الذى اتى به ابى وانا فى نحو الثامنة من عمرى تقريبا ، ليحظى باهتمام اسرتى وعنايتها .. الا انه كان بالنسبه لى ليس الا مجرد شىء مزعج يوقظنى كل يوم من نومى بزقزقته اللعينة التى هى عندى نباحا وانكر الأصوات .. ولهذا فقد قررت باحسانى ونبل اخلاقى ان اخلصه من محبسه فى قفصه واطلق سراحه عند بارئه يرفرف فى جناته مختالا فرحا .. فسكبت عليه قليلا من الجاز ، وبعود ثقاب واحد انهيت المسألة .. ليأتى ابى ويقف مشدوها امام منظره ويوجعنى بعدها ضربا وسبابا .. الا انى احتملت كل ذلك .. وصبرت
على هذا المنوال عشت حياتى .. ومن اشباه هذه المواقف واجهت الكثير فى اطوار عمرى من طفولة وصبا وشباب .. حتى انى عندما نويت الزواج واخترت شريكة حياتى .. قمت بفحوصات طبية قبل الارتباط لأكتشف عدم قدرتى على الانجاب .. لكنى اخفيت ذلك عنها وتزوجتها حتى لا يشاركنى احد فى ثواب الصبر والاحتساب
وبدأت حياتى الوظيفيه تاجرا يحبو نحو النجاح .. هازما الصعاب مروضا للظروف حتى امن الله عليا بالفلاح لأصبح من اهم التجار فى السوق ، ليس لى الا منافسا واحدا ، وفقنى الله لقتله .. فلم يكن يصلى ، ولا يستحق امثال هذا الا القتل او ما هو اشد وطأ .. ورغم كل ما اثير حولى من اقاويل ، ورغم كل الشبهات التى مستنى الا انى كنت جلدا متيقننا من نبل اغراضى .. فتخطيت كل ذلك .. وصبرت
والان بعد ان مرت بى السنون ووصل العمر الى ارذله .. انهيت كل تجاراتى واوقفت كل اعمالى ، فلم تعد الصحة كما كانت ولم تعد النفس تشتاق للعمل كسابق عهدها .. وبما انى لا املك صديقا او حبيبا يؤنس وحدتى – ولا اريد – فقد اتجهت لشغل فراغى بتربيه القطط .. اهتم بها وأرعاها حتى تعتادنى واعتادها واشعر انها اخذت حيزا من قلبى ، وهنا تصدمنى الحقيقة .. فقد شارك الله فى الفؤاد شريك .. ولا استطيع ان احتمل عذاب ضميرى وخوفى من عقاب الجبار ، فأقوم بسلخ جلد القطة وهى حية تسعى اسمع مواء اقرب الى الصراخ ، واحتمل حتى يقبل الله توبتى ويغفر لى .. ثم اضعها فى ماء يغلى لتلفظ انفاسها الأخيرة امام عينى وانا متجلدا حابسا الامى محتسبا اجرى عند الله .. ثم امزق بطنها واخرج احشائها واتركها على حالتها بعد ان اغلق الغرفه عليها .. لأتى بعد يوم او يزيد فأفتح الغرفة واجلس وسط تلك الرائحة العفنة اشتمها ولا تهتز لى شعره او تأخذنى شفقة فقد اغضبت الله ، ومن اجل ان يقبل توبتى عانيت ما عانيت .. وصبرت
posted by استراحة محمد at 5:22 PM

9 Comments:

اسوء مرض ان لا تدرك الخطأ فيما تفعل
ممكن الانسان يغلط بس الندم وكره الغلط بيخلى فيه امل للتوبة
فيها تعبيرات شوية صادمة وغير متوقعة
--------------------
عليك واجب فى المدونة عندى يا رب ما تكرهنيش بعد ما تحله

July 10, 2008 at 6:22 PM  

قصة عبقرية
من أحلى الحاجات اللي قرأتها في حياتي
بكرر اعجابي اللي انت عارفه و حافظه قبل كده

July 11, 2008 at 11:14 AM  

اســتراحــة
***********
القصه جميله و العنوان معبر جدا عن المعنى المراد قوله

July 11, 2008 at 1:51 PM  

ينهار اسوح

لأ صبر يا حرام كتير
مش عارفة ازاي
بس لية مقتلش والده بالمرة
عشان يريح اهلة و يحتسب الثواب و الاجر
و يصبر علي فراقة ليهم

يخربيت كددة
دة مريض نفسي

..............

بعيداً عن ذلك

جديدة و حلوة
عجبتني برغم إني كنت مصدومة وانا بقراها
ودة احساس مختلف

دمت سالما
سلامٌ عليك

July 12, 2008 at 6:39 PM  

قصة صادمة بجد بس مختلفة وفيها ابعاد نفسية كتير

خارجة عن القصص المألوفة اللى بنقراها

اى كان اللى كاتبها سواء انت او لأ فهى عبقرية ياصديقى العزيز

July 13, 2008 at 11:24 AM  

اوعى يا محمد تكون انت اللى كاتب عنه دة فعلا دة انت كاتب عن واحد فى غايه الشر ومؤذى على قد ما الشيطان مقدرة
احساسك فى الكتابه عالى
طمنى على النتيجه اخبارها ايه
مش عاوزة اشمت فيك عاوزة افرح بيك

July 13, 2008 at 11:48 AM  

كلام جامد ومش وخلاص خالص
بالظبط زى ما قولتى عدم ادراك الخطأ مرض بشع
وعندنا منه كتير قوى ، فوق ما تتصورى
فهمينى تقصدى ايه بالتعبيرات الصادمة ، عشان اركز فيها
ربنا يقدرنى على واجبك ويعدينى منه على خير
تحياتى دائما
*****************************
شريف مسلم
ربنا يخليك على الكلمتين الحلوين ومبسوط ان القصة عجباك
تحياتى دائما
*****************************
صباح الخير يا بلدنا
متشكر على الكلمتين الحلوين ، وعلى الزيارة المتكررة
تحياتى دائما
****************************
متنعكشة ومفرفشة
يخربيت ابو كده ، ولا تزعلى نفسك
برضه عاوز اعرف منكم الهى يارب يكرمك ، تقصدى ايه بأنك مصدومة وانتى بتقريها
تحياتى دائما
******************************
سمراء صديقتى الصدوقة
وحياة غلاوتك ، والمصحف ، والنعمة ، انا اللى كتبها
وكلمة عبقرية دى خلتنى مش عارف اقوم من الكرسى ، لزقت
تحياتى دائما ودائما
****************************
كناريتى
بطمن مصر كلها انى والحمد لله دلوقتى بقيت خريج تجارة انجليزى ، وما حدش يسألنى ازاى ، انا عارف انى ميح فى الرياضة ، بس انا اكبر دليل على فشل التعليم فى مصر
تحياتى دائما

July 14, 2008 at 4:35 PM  

لأ متخيلتش ان فيه نس بتفكر كدة
يلهوي
لأ بجد
ودة اللي صادمني
لما اقابل شخص جديد تماما
معرفش بيفكر كدة
يعني مثلا

انا لما بغلط
ببقي مضايقة اني غلطانة
مش بعتبر غلطي دة حاجة كويسة
ورد فعلي دة كويس

كما قالت الاخت كلام و خلاص

الا تدرك الخطاً فيما تفعل

دمت سالم
سلامٌ عليك

July 15, 2008 at 8:49 AM  

محمد انت قد الواجب وان شاء الله اشطر من اللى مرره ليك بالنسبة لصادمة اقصد الموازنة العجيبة بين (احسانى ونبل اخلاقى وبين سكبت عليه الجار وبعود ثقاب واحد انتهت المسألة) مش بنصدق الاحسان ونبل الاخلاق يجتمعوا فى نفس واحدة مع النار
وجملة وفقنى الله لقتله فكرتنى بالحرامى اللى بيدعى ربنا يسترها معاه فالصدمة هنا صدمة فى الشخصية وحبكة المنطق اللى بتتكلم بيها يعنى نبرة الكتابة بتقول انه مصدق نفسه اوى ومنطقنا احنا بيقول لاء
يا رب تكون فهمت قصدى
سلام

July 15, 2008 at 3:06 PM  

Post a Comment

<< Home