Thursday, May 29, 2008
خير نساء الأرض
لن أجد أفضل من الطاهرة الوفية الحنونة ، سيدتي خديجة – رضي الله عنها – لتكون مثال حي انقل من خلاله افكارى عن الزوجة الحقيقية وتأثيرها في حياة زوجها
لن أتحدث هنا من منظور ديني ، وهذا ليس إنقاصا من قيمتها الدينية ، ولكن ما يشغلنى هنا هو الجانب الاجتماعي في حياتها
كانت سيدتي خديجة من أشراف قريش ، ذات نسب عريق ومال وفير من تجارة رابحة
وعندما أرسلت سيدنا محمد في رحلة تجارية لها ، واثبت أمانته ونزاهته ، وتقابلا مرة وأخرى في ظروف العمل ، بدأ قلبها يميل إليه ، وأنا هنا أتحدث عن القلب تحديدا ، فالعقل لا يجعلها أبدا تفكر في رجل فقير معدم ، يعمل عندها ، ولن يضيف إليها مالا أو نسب ، فهو لا يملك مال ، ولا هي ينقصها نسب
إلا أن الحب والانجذاب تملكها ، وتملك قلبها الرقيق ، حتى انه دفعها إلى أن تجاهر برغبتها في الزواج من سيدنا محمد ، وعندي يقين أن شجاعتها كانت نابعة من أمرين ، أولهما ثقتها في نفسها ، وثانيهما ثقتها في سيدنا محمد
وتواجه سيدتي خديجة قريش كلها من اجل حبها ، وتضع أصابعها في أذانها ضد كلام اى لائم أو مندهش أو حاقد أو طامع
وتسير وراء قلبها وتحدد به اختيارها ، ويمدها الحب باليقين أن محمد مختلف عن الاخرين
وعندما تم القران ، وكان لابد من وجود عش للزوجية ، وسيدنا محمد لا يملك بيتا أو مالا يبنى بها بيتا ، لم تلقى بالا سيدتي خديجة لأي نظرة اجتماعية ، وأخذت زوجها ليعيش معها في بيتها ، لتكون هنا نعم السند وتلقى بأول قطرة في سيل الحنان الجارف المتدفق منها
وكانت سيدتي خديجة نعم الزوجة في بيتها ، فاض البيت معها بالحنان والوفاء والإخلاص ، وكان حبها اكبر من الدنيا بما رحبت ، واكبر من المال زينة الحياة الدنيا ذاته ، حتى أنها حفاظا على كرامة زوجها ، أرسلت منادى ينادى في الناس أنها وهبت كل مالها وتجارتها لزوجها ، ليبقى هو عاليا ولو على حساب نفسها الطاهرة
ثم تنزل الرسالة على سيدنا محمد ويعود من خلوته فزعا ، متدثرا من شدة الرعب ، ويحكى لزوجته ما حدث ، وعلى الرغم من أن ما قاله سيدنا محمد لا يقبله العقل ببساطة ، إلا أنها آمنت بصدق زوجها ، ولم تناقشه أو تتهم عقله ، أو تزيد عليه همه ، بل قالت كلمات كتبت على جدران التاريخ بماء الذهب " لن يخذلك الله أبدا "
إنها المودة والرحمة ، إنها السكن والعون ، بالرغم من كمية العجب في الموقف ، إلا أن هذا لم يفقدها حنانها ، لأنه حقيقي وليس متكلف
لقد بثت الأمان في قلب فزع ، وداوت هموم زوجها ومخاوفه بكلمات رقيقة نابعة من قلب أنثى
ثم تتبع زوجها في رسالته الجديدة ، وتمده بكل ما تستطيع من عون ، حتى يصل الأمر إلى اختبار حقيقي لوفائها ، عندما حاصر قريش أهل الرسول في الشعب ، ومات الناس جوعا ، كانت هي بجانب زوجها ، سجينة معه في سجنه ، تلعب دورها التي ارتضته لنفسها وتبث في قلبه الأمل وان الله " لن يخذله أبدا " ، لم تمنعها تربيتها في بيت العز والرفاهية أن تضعف في المحن وتتخلى عن زوجها وقت أن ضاق الحال
وظلت حتى آخر أنفاسها العطرة تدعم سيدنا محمد وتسانده في طريقه ، ليكون لها دورا كبيرا في أن تنتشر رسالة الإسلام ، وتكون حياتها مثالا يضرب لنساء الأرض كافة
ومن الأشياء الملفتة أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – لم يتزوج في حياة سيدتي خديجة غيرها ، فما الحاجة للجزء في وجود الكل ، واى نور يطغى فوق نور الشمس ، واى جمال ينافس جمال البدر
أيضا عاش سيدنا محمد طوال حياته ذاكرا لسيرتها العطرة ، مجاملا لصديقاتها ، غاضبا من اى كلمة سيئة تصدر في حقها
فقد زرعت هي الحب والصلاح في ارض طيبة أثمرت لها الوفاء والعرفان
وبالرغم من أنى وعدت أن أتناول الموضوع من جهة اجتماعية بحتة ، إلا انى سأختم بذلك الوعد الذي وعده رسول الله لسيدتي خديجة ، إذ قال لها أن الله يبشرها ببيت من قصب ( زبرجد مرصع ) لا صخب فيه ولا نصب
انظر إلى الوعد الالهى من جنس العمل ، فهي لم ترهق زوجها ولم يرتفع صياحها ، ولم تملأ مكانها بالصخب ، بل حل الهدوء والسكينة في عشها ، فكانت الخاتمة أن تعيش في بيت خالي من الصخب
رحمك الله يا سيدتي وادخلكى فسيح جناته ، كنتى نعم الزوجة ، حتى أن عيوني تمطر الدموع كلما جاءت ذكراك ، ولا أجد نفسي إلا داعيا الله بزوجة صالحة تسير على هديك الطاهر ، نادرا إلى المولى أن أسير على الهدى المحمدي معها في الوفاء والإخلاص
لن أتحدث هنا من منظور ديني ، وهذا ليس إنقاصا من قيمتها الدينية ، ولكن ما يشغلنى هنا هو الجانب الاجتماعي في حياتها
كانت سيدتي خديجة من أشراف قريش ، ذات نسب عريق ومال وفير من تجارة رابحة
وعندما أرسلت سيدنا محمد في رحلة تجارية لها ، واثبت أمانته ونزاهته ، وتقابلا مرة وأخرى في ظروف العمل ، بدأ قلبها يميل إليه ، وأنا هنا أتحدث عن القلب تحديدا ، فالعقل لا يجعلها أبدا تفكر في رجل فقير معدم ، يعمل عندها ، ولن يضيف إليها مالا أو نسب ، فهو لا يملك مال ، ولا هي ينقصها نسب
إلا أن الحب والانجذاب تملكها ، وتملك قلبها الرقيق ، حتى انه دفعها إلى أن تجاهر برغبتها في الزواج من سيدنا محمد ، وعندي يقين أن شجاعتها كانت نابعة من أمرين ، أولهما ثقتها في نفسها ، وثانيهما ثقتها في سيدنا محمد
وتواجه سيدتي خديجة قريش كلها من اجل حبها ، وتضع أصابعها في أذانها ضد كلام اى لائم أو مندهش أو حاقد أو طامع
وتسير وراء قلبها وتحدد به اختيارها ، ويمدها الحب باليقين أن محمد مختلف عن الاخرين
وعندما تم القران ، وكان لابد من وجود عش للزوجية ، وسيدنا محمد لا يملك بيتا أو مالا يبنى بها بيتا ، لم تلقى بالا سيدتي خديجة لأي نظرة اجتماعية ، وأخذت زوجها ليعيش معها في بيتها ، لتكون هنا نعم السند وتلقى بأول قطرة في سيل الحنان الجارف المتدفق منها
وكانت سيدتي خديجة نعم الزوجة في بيتها ، فاض البيت معها بالحنان والوفاء والإخلاص ، وكان حبها اكبر من الدنيا بما رحبت ، واكبر من المال زينة الحياة الدنيا ذاته ، حتى أنها حفاظا على كرامة زوجها ، أرسلت منادى ينادى في الناس أنها وهبت كل مالها وتجارتها لزوجها ، ليبقى هو عاليا ولو على حساب نفسها الطاهرة
ثم تنزل الرسالة على سيدنا محمد ويعود من خلوته فزعا ، متدثرا من شدة الرعب ، ويحكى لزوجته ما حدث ، وعلى الرغم من أن ما قاله سيدنا محمد لا يقبله العقل ببساطة ، إلا أنها آمنت بصدق زوجها ، ولم تناقشه أو تتهم عقله ، أو تزيد عليه همه ، بل قالت كلمات كتبت على جدران التاريخ بماء الذهب " لن يخذلك الله أبدا "
إنها المودة والرحمة ، إنها السكن والعون ، بالرغم من كمية العجب في الموقف ، إلا أن هذا لم يفقدها حنانها ، لأنه حقيقي وليس متكلف
لقد بثت الأمان في قلب فزع ، وداوت هموم زوجها ومخاوفه بكلمات رقيقة نابعة من قلب أنثى
ثم تتبع زوجها في رسالته الجديدة ، وتمده بكل ما تستطيع من عون ، حتى يصل الأمر إلى اختبار حقيقي لوفائها ، عندما حاصر قريش أهل الرسول في الشعب ، ومات الناس جوعا ، كانت هي بجانب زوجها ، سجينة معه في سجنه ، تلعب دورها التي ارتضته لنفسها وتبث في قلبه الأمل وان الله " لن يخذله أبدا " ، لم تمنعها تربيتها في بيت العز والرفاهية أن تضعف في المحن وتتخلى عن زوجها وقت أن ضاق الحال
وظلت حتى آخر أنفاسها العطرة تدعم سيدنا محمد وتسانده في طريقه ، ليكون لها دورا كبيرا في أن تنتشر رسالة الإسلام ، وتكون حياتها مثالا يضرب لنساء الأرض كافة
ومن الأشياء الملفتة أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – لم يتزوج في حياة سيدتي خديجة غيرها ، فما الحاجة للجزء في وجود الكل ، واى نور يطغى فوق نور الشمس ، واى جمال ينافس جمال البدر
أيضا عاش سيدنا محمد طوال حياته ذاكرا لسيرتها العطرة ، مجاملا لصديقاتها ، غاضبا من اى كلمة سيئة تصدر في حقها
فقد زرعت هي الحب والصلاح في ارض طيبة أثمرت لها الوفاء والعرفان
وبالرغم من أنى وعدت أن أتناول الموضوع من جهة اجتماعية بحتة ، إلا انى سأختم بذلك الوعد الذي وعده رسول الله لسيدتي خديجة ، إذ قال لها أن الله يبشرها ببيت من قصب ( زبرجد مرصع ) لا صخب فيه ولا نصب
انظر إلى الوعد الالهى من جنس العمل ، فهي لم ترهق زوجها ولم يرتفع صياحها ، ولم تملأ مكانها بالصخب ، بل حل الهدوء والسكينة في عشها ، فكانت الخاتمة أن تعيش في بيت خالي من الصخب
رحمك الله يا سيدتي وادخلكى فسيح جناته ، كنتى نعم الزوجة ، حتى أن عيوني تمطر الدموع كلما جاءت ذكراك ، ولا أجد نفسي إلا داعيا الله بزوجة صالحة تسير على هديك الطاهر ، نادرا إلى المولى أن أسير على الهدى المحمدي معها في الوفاء والإخلاص
posted by استراحة محمد at 6:51 PM
13 Comments:
This comment has been removed by the author.
اخي الكريم محمد
بجد انا فرحان قوي اني اكون اول تعليق في هذا الموضع الشيق الكريم
بالفعل فأمنا خديجة رضي الله عنها كانت لزوجها صلي الله عليه وسلم نعم العون والسند كانت له الأم والحبيبة والصديقة كانت نبع الحنان له صلي الله عليه وسلم ولقد ظل يذكرها بالخير حتي بعد وفاتها حتي ان امنا عائشة كانت تقول انها ماغارت من امرأة قط قدر غيرتها من امنا خديجة رضي الله عنها لكثرة ماكان النبي صلي الله عليه وسلم يذكرها
وفقناالله لزوجة مثلها وجعلنا نسير على خطى الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم
واخيرا يا اخي سلمت يداك علي هذا الموضوع الرائق الراقي
اخوك : مصطفي
لا أدري لماذا تملكني شعور غريب هذه المرة...مع أني وبالطبع لا استمع إلى القصة للمرة الاولى..ولكن ربما حديثك عنها بهذه الطريقة ومن هذه الزاوية جعلها مميزة...من بادئ الموضوع وكلما قرأت جملة تخيلت ما يحدث في مجتمعنا_وهو بالطبع على النقيض تمام_....وعندما وصلت إلى نهاية الموضوع...تعجبت لماذا يقلون (كن عليا..تجد فاطمة)......ولا يقولن (كن محمدا تجد خديجة).....مع أني أتمنى أن يكون هناك علي فقط ولا أطمح أن أجد محمد في زمننا هذا....جزاك الله خيرا...أحسنت اختيار الموضوع...
(بس هو سؤال ومش حقد والله..ايه الفضى ده؟؟ مش وراك امتحانات برضهّّّّ؟؟؟....
استراحة محمد
***********
شكرا لك على تناولك هذا الموضوع الهادف و المفيد وخاصة انك تناولت الموضوع برؤيه جديده
جزاك الله عنا خيرا
ملحوظه:
********
دلنى على الموضوع الجميل ده الاخ الفاضل مصطفى ريان و زودنى باللينك لمدونتك
تحياتى لك و للاخ الكريم مصطفى
ربنا يستجيب دعائك
ويجعل من بيتك أنت وزوجتك
التى ستكون ممن يقتدون بالسيدة خديجة
قبلة للخير ومنارة للحب
فعلا خير نساء الارض
طريقتك فى سرد قصه سيدتى خديخه
احسن من طريقه الكتاب المدرسى لتلاميذ ابتدائى مليون مره
جزاك الله خيرا يا محمد
وربنا يرزقك الزوجه الصالحه ان شاء الله
ماشاء الله اسلوبك جميل وكأن اول مرة اقرا هذه السيرة العطرة
ربنا يوفقك ويجازيهم عننا خير الجزاء ويجعلها دائما قدوة لجميع النساء
مساءه فل يا محمد باشا...ايه يا عم الجمال ده كله...انت يمكن يكون اول بلوج اقرا فيه الكم ده من البوستات...بصراحه شدني اوي وقلت لازم اقرالك...وجزاك الله خيرا على البوست الاخير...احنا بلديات يا عم ابقى شرفني فبلوجي ينوبك ثواب...
تحياتي يا برنس
هقول ايه بس؟
بصراحه اللى يحاول يفكر فى الايام دى واد ايه كانو الناس وقتها فوق المثاليه
زمان السيده خديجه تزوجت الرسول وهى تكبره بسنين طويييييييله اوى
لكن دلوقت لو الولد اصغر بعام واحد بتبقى كارثه
غير كده لم يجدو حرج من ان الرسول يعيش مع السيده خديجه فى بيتها
دلوقت بقى لازم يكون الراجل اغنى بكتيييييييير
وليه وازاى الراجل يعيش مع مراته
لا ده يبقى مش راجل ومش عارفه ايه
وفى الاخر بينتهى المطاف ان الزواج مش بيتم لاننا عايشين بعقد كبيره اوى جوانا
بجد لو عملنا مقارنه بين السيده خديجه وحياتها مع الرسول
ونقارنها بدلوقت
هو طبعا لا وجه للمقارنه
لكن الفارق كبييييييييييييير جدا
ربنا يرحما يارب
وبجد اشكرك على الموضوع اللى صحى جوانا حاجات جميله اوى بنتمناها
الثائر مصطفى باشا
متشكر جدا على اهتمامك بالموضوع واتمنى اكون عند حسن ظنك دايما ويفضل الاحترام متبادل بنا
****************************
بنلف فى دواير
انا صحيح فى امتحانات ، بس بينى وبينك لما بزهق من المذاكرة والكلام الممل اللى فى الورق بجرى على العالم المفضل بتاعى عشان اعيش لحظتين حلوين من نفسى
بطل حسد ، هتموتى يا بنتى
*****************************
صباح الخير يا مصر
منور استراحتى ويارب تكون عجبتك
وشكرا ليك ولصديقى العزيز مصطفى
*****************************
مدام اميمة
ربنا يسمع منك ويستجيب ليكى ويكرمنى باللى دعيتى بيه
منورانى
**************************
واحدة مفروسة
بلا اى مبالغة
**************************
بنت مصرية
لو اى حد كتب اى حاجة هيبقى احسن من الكتاب المدرسى
ربنا يستجيب منك
*************************
موناليزا دافنشى
منورانى ، ويارب تكون الاستراحة عجبتك
اتمنى الزيارة تكرر
تحياتى
************************
البرنس الشرقاوى
منور يا كبير
عمار يا شرقية ، والله يا راجل الواحد ما بيصدق يعتر فى حد بلدياته
انا مبسوط ان المدونة عجبتك ، واعتبرنا اصحاب من دلوقتى
***************************
لست ادرى
تعرفى ان انا احيانا بحس ان احنا وش فقر
يعنى فى حد يبقى عنده كل التاريخ الجميل ده وبعدين يفرط فيه ويعمل لنفسه عادات غبية
للأسف وش فقر فعلا
منورانى دايما
فعلا خير نساء الارض ولا اعلم لما نحن الان لم نعد نأخذهم قضوة لنا وللأسف كلما تحضرنا وتطورنا زاد جهلنا اتعلم أن هناك شريحة من الشباب يتخذون عمرو دياب قضوة و شريحة من البنات
يتخذون نانسى عجرم
ونسيو الاخيار
وهذا ليس فى الشباب فقط بل بعض الكبار الذين لا يتخذونهم قضوة
واغلب النساء عند اول محنة للرجل لا تنتظر لطلب الطلاق بل تستعجل الامر بالخلع وتبحث عن اخر
أمر مؤسف
اعذرنى على التاخير فى كتابة تعليق انا ازور مدونتك يوميا واتابع
اسعدنى المرور بمدونتك وأتمنى لك التقدم والمزيد من الاهداف النبيلة
كما أدعوك لزيارة مدونتى والتى محتواها
تعالوا نسافر المسافات الى زمن من المحبة لاينتهى
كما أدعوك لقرأة قصتى
(بكل لغات العالم أحبك)
Post a Comment
<< Home