Saturday, August 9, 2008

الرحلة

اجدع مسا متغلف بكلمة وحشتونى على أحلى بلوجارية
يارب أكون وحشتكوا زى ما انتوا وحشنى
والله يا جماعة البلد اللي اسمها مطروح دى من أجمل بلاد الدنيا ، على الأقل فى وجهة نظر العبد لله ، انا بروح هناك بحس إن الدنيا بتضحك مع انى من النادر جدا لما بشوفها بتعمل كده ، اصل بعيد عنكو الدنيا دى كشرية حبتين
المهم تعالوا احكلكوا عن رحلة المتعة اللي أنا قضتها
اللقطة الأولى : قبل الرحلة بأيام بدأ يطاردني كابوس في نومي أن سيارتي تنقلب بي أنا واصدقائى في طريقنا إلى مطروح ويموت الجميع إلا أنا ، وظل ذلك الكابوس يطاردني كلما نمت ، حتى قررت أن اذهب مواصلات وليكن قليلا من التعب أفضل من أن افتح باب الحقيقة لذلك الكابوس اللعين بيدي
اللقطة الثانية : في عربة المترو انظر حولي فأرى واحدة بشعرها وأخرى منقبة وثالثة محجبة ، وارى جلباب وبنطلون وكلاسيك وكاجول
كل أصناف البشر أراها امامى في عربة واحدة
نحن عندنا كل الثقافات ومن المفروض ان تلك التعددية تجعلنا أفضل حالا لكنى اكتشفت أننا نفتقد الشيء الذي يوصل تلك الحلقات لتكون عقدا مبهرا ، نحن نفتقد إلى الإيمان بالآخر ، كل منا يؤمن أن طريقته هي التي يجب أن تسود وما الآخر إلا رجس من عمل الشيطان
بهذا تتحول تلك التعددية إلى نقمة تضربنا لأسفل سافلين
اللقطة الثالثة : يصل القطار إلى محطة مطروح ورغم تعب السفر إلا أن عربات كنس التعب تنطلق داخلي واجد النشاط يدب فجأة في كياني
القائل بأن متعة الوصول للغاية تنسيك تعب الطريق صادق بلا شك
اللقطة الرابعة : يمر التاكسي من أمام البحر في طريقنا إلى الشقة التي سنسكن بها
بحر مطروح بألوانه الثلاثة يجعلك تأخذ نفسا عميقا وتغمض عينيك متخيلا الرسالة الكامنة داخل تعدد الألوان ، انك لن تتمتع مرة ولا اثنان بل ستكون متعتك ثلاثة أضعاف
اللقطة الخامسة : تلمس قدماى البحر لتسرى تلك القشعريرة الباردة في اوصالى والتي تنتهي مع أول غطسة لي في المياة الصافية
ونفس تلك القشعريرة تصيبك عندما تغادر المياه إلى الخارج ، إنها ضريبة التغيير التي لابد أن تدفعها ، والا فلتبقى مكانك كما أنت
اللقطة السادسة : دخلت السينما وكونت الانطباعات الآتية عن الأفلام التي شاهدتها
بوشكاش ، يحاول من خلاله محمد سعد تدمير نفسه بمنتهى القوة وبحماس يحسد عليه
كباريه ، فيلم يحاول أن يقول شيئا ما ، وعلى ايه حال فأي شيء أفضل من لا شيء
كابتن هيما ، سأمتنع عن الحكم على هذا الفيلم فأنا اكره تامر حسنى وبهذا من الممكن أن يكون حكمي ظالما ، وسبب كرهي لتامر حسنى أن أغانيه تذكرني بالغزل الصريح ، وأنا أرى أن ذلك كفيل بأن يدمر هالة الرومانسية التي حوله
حسن ومرقص ، لا أحب هذه النوعية من الأفلام فأنا أرى أن ناتجها يكون عكسي تماما ، وان كانت فكرة الفيلم هذه المرة جيدة
أسف على الإزعاج ، يثبت احمد حلمي أن فيلم كده رضا لم يكن ضربة حظ ، ويضع نفسه بقوة في مقدمة ممثلي مصر
اللقطة السابعة : قبيل الفجر وأمام البحر الساحر والذي يجبر العقول على التأمل ، يسألني صديقي لماذا نحن هنا في هذه الدنيا
والحقيقة أن الإجابة الكلاسيكية أن الله خلقنا حتى نعبده أجدها ناقصة نوعا ما
فالله خلقنا هنا حتى نعبده وهذا غرضه هو ، لكن ما هو غرضنا نحن
مثلا عندما يكون هناك مدير ويعين ( يخلق ) موظفا جديدا في شركته فغرضه أن يستفيد بخبرته ومجهوده ويزيد ربحيته
لكن هذا لا يعنى أن ذلك هو غرض الموظف أيضا ، فالموظف له غرض مختلف كأن يربح هو المال ويكون أسرة ويصرف عليها وهكذا
الأمر عميق جدا ، كعمق ذلك البحر الهادر الشاهد على نقاشي بصديقي
اللقطة الثامنة : هناك شاطىء في مطروح يسمى عجيبة تحفة طبيعية من صنع المولى تعالى
كلما ذهبت هناك اشعر بصفاء روحي من التقاء الماء مع صخرة عجيبة الشاهقة في تناغم عجيب
لكن عندما يضاف إلى ذلك موسيقى من فرقة شعبية تعزف أغانيها فهنا تصبح المتعة اكبر من أن يحتملها قلبي
قضيت هناك لحظات من أحلى لحظات حياتي
اللقطة التاسعة : أنسى ( البشكير ) في الشقة ، لأجد نفسي مضطرا بعد خروجي من المياه أن أسير إلى الشقة دون استحمام أو أن أغير ملابسي
أسير دون أن يكون مظهري شاذا أو ملفتا الكل يمر حولي دون أن يثير مظهري اهتمامهم ، أتخيل لو حدث ذلك في مدينتي أو مدينة اى فرد ممن يمروا حولي ، كان الأمر سيأخذ وضعا مختلفا تماما
سبحان الله على البشر يضيقوا الخناق على أنفسهم حتى يلجأوا لمعشوقتهم الشكوى
اللقطة العاشرة : الملم اغراضى في حقيبتي مستعدا للرحيل ، بعد أن قضيت هنا أياما اقل ما توصف بالسعيدة من حرية وضحك من القلب ومتعة وانطلاق وراحة نفسية وصفاء روحي
ولتبدأ رحلة العودة والتي دائما ما تكون كئيبة حتى أعود إلى غرفتي لأكتب إليكم الآن
كل مصيف وانتوا طيبين ، وبحبك يا مطروح
posted by استراحة محمد at 2:01 AM 37 comments