Thursday, June 19, 2008

الضعف البشرى


القاعدة المعروفة ان الأقوى والأكثر استقلالية هو الذي يملك غذاؤه
بناء على هذه القاعدة فالجنس البشرى ضعيف جدا مقارنة بباقي الكائنات الحية
نحن نعتمد في غذائنا على النبات والحيوان ، لا نستطيع أن نستمر ونبقى إلا ببقاء النبات والحيوان
أما الحيوانات فتعتمد في غذاءها على النبات او بافتراس بعضهم البعض ، دون حاجة لنا كجنس بشرى
والنبات – وهو الجنس الأقوى – يعتمد على نفسه اعتمادا كليا دون حاجة لأي كائن أخر مهما كان
إذا فالحياة على ارض هذا الكوكب بالنسبة للحيوانات او النباتات ، من الممكن أن تستمر بل وتزدهر لو انتهينا نحن ، ولن تتأثر الحياة بنهايتنا
لكن بالنسبة لنا نحن فالانقراض هو النهاية المحتومة لنا لو انتهت حياة النباتات أو الحيوانات
نحن إذا الأضعف ولا شك ، نحن الجنس الأقل استقلالية على ارض هذا الكوكب
نحن نعقد الاتفاقيات ونصرخ ونهدد بل ونتقاتل ، من اجل أن يستمر النبات ، ونقيم المحميات ونصرف اموالنا من اجل تربية الحيوان
والحقيقة أن كل هذا ليس حبا في الطبيعة ، فنحن لا نحافظ على الكائنات الأخرى إلا لحاجتنا ولغرض واضح وهو أن نبقى
ولك أن تتخيل ماذا لو كنا مستقلين كما هو الحال في النبات مثلا ، اترك العنان لخيالك وانظر ماذا ترى
ماذا أريد أن أصل من كلامي ؟ ، لاشيء ، فقط أردت أن أوضح لكم حجمنا الطبيعي على ارض هذا الكوكب
أردت أن أوضح إن إحنا واقفين بخسارة عالدنيا دى
posted by استراحة محمد at 8:41 AM 16 comments

Tuesday, June 3, 2008

الجهل بالنفس


كلما شاهدت نفسي في تسجيل فيديو ، استغرب نفسي فعلا ، واجدنى مشمئزا منى ، وأتعمد أن أقدم اى لقطة تحوى داخلها صورتي
وكلما سمعت تسجيل صوتي لنفسي ، أجد أن صوتي سيء جدا ، واشعر بالاشمئزاز أيضا ، ولا استطيع أن أكمل الاستماع ، حتى أنى مؤخرا قررت أن امتنع عن الاستماع أو مشاهدة ذاتي
والحقيقة أن هذا لا يحدث لي وحدي بل كل منا عندما يرى نفسه يشعر بنفس الحالة التي تنتابني
وبالرغم من شعورك بأنك غريب ، وان ( شكلي كان وحش في اليوم ده ) ، إلا أن الباقين يروا انك كنت طبيعيا جدا ويؤكدوا لك انك كنت في حالة جيدة ، ولا داعي للمبالغة
السؤال الذي ينطق به الذهن الآن ، ما هو السبب في تلك الحالة الغريبة التي تشعر بها عندما تشاهد نفسك ؟؟
في وجهة نظري المتواضعة أن السبب يرجع لنقص المعلومات في عقلك عن ذاتك
أنت تستطيع أن ترى الآخرين وتتفاعل معهم ، وتكون عنهم فكرة ورأى ، وتنطبع صورة لهم في عقلك تتحرك على أساسها ، بدليل انه عندما يحيد احدهم عن ما كان معتادا منه بالنسبة لك ، تشعر بالاستغراب ، وتخبره انه ليس في حالته الطبيعية
أما بالنسبة لنفسك ، فأنت لا تراها ولا ينشغل عقلك بتكوين معلومات عن ذاتك
فعندما تأتى اللحظة التي تشاهد فيها صورتك ، تحدث صدمة راجعة إلى سببين
أولا نقص المعلومات عن مظهرك في حالات الفرح والحزن والدهشة ، وتعبيرات وجهك وجسدك المصاحبة لتلك الحالات
ثانيا إيمانك الوهمي انك تعرف نفسك ، وان ما تراه ليس هو أنت ، بالرغم انك لو طرحت على نفسك سؤال بسيط ، مثلا إذا لم تكن هذه ضحكتي فما هي ضحكتي ؟؟ ، فلن تجد إجابة محددة
هذان السببان يتضاربان في العقل وداخلك محدثين صدمة تتجسد في الاشمئزاز من نفسك
كل هذا النقص في المعلومات والجهل بالنفس في مجرد المظهر والشكل وتعبيرات الوجه وما شابه ، فما بالك بأعماق نفسك
أظن أن الجهل بها سيكون اكبر بكثير
posted by استراحة محمد at 9:59 AM 20 comments